کد مطلب:336353
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:245
الدلیل القرآنی علی مشروعیة زیارة القبور
لقد نهی الله سبحانه و تعالی نبیه سیدنا محمد صلی الله علیه و سلم و آله
[ صفحه 96]
عن الصلاة علی جنازة المنافق و القیام علی قبره بقوله تعالی: (و لا تصل علی أحد منهم مات أبدا و لا تقم علی قبره انهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون) [1] .
و لسائل أن یسأل ما معنی: لا تقم علی قبره؟ هل هو القیام وقت الدفن فقط أو القیام وقت الدفن و غیره؟
و الجواب: أن الآیة تتشكل من جملتین:
الأولی قوله: (لا تصل علی أحد منهم مات أبدا) و قوله: (و لا تقم علی قبره) هذه الجملة الثانیة معطوفة علی الجملة السابقة، و كل ما ثبت للمعطوف علیه یثبت للمعطوف أیضا.
و قد قید المعطوف علیه بقید هو (أبدا). و هذا یستلزم أن یكون هذا القید للمعطوف أیضا. و یكون المعنی لا تقم علی قبر أحد منهم أبدا، كما كان بالنسبة للصلاة.
و لفظة (أبدا) المقدرة فی الجملة الثانیة حینئذ تفید امكانیة تكرار هذا العمل، و یستنتج من ذلك أن القیام علی القبر أیضا لا یختص بوقت الدفن.
[ صفحه 97]
لكن قد یعترض أحد فیقول: ان لفظة (أبدا) المقدرة فی الجملة الثانیة معناها الاستغراق الافرادی.
و الجواب: أن لفظة (أحد) للاستغراق الافرادی لا لفظة (أبدا) لأنها للاستغراق الأزمانی.
فتحصل أن الله ینهی نبیه صلی الله علیه و سلم و آله عن مطلق الاستغفار و الترحم علی المنافق سواء كان زمن الدفن أو بعده.
و مفهوم ذلك هو أن هذین الأمرین، الصلاة و القیام علی القبر، یجوزان فی حق المؤمن، و لا یجوزان فی حق المنافق.
و علیه یثبت جواز زیارة قبر المؤمن و جواز قراءة القرآن علی روحه حتی بعد مئات السنین [2] .
[1] التوبة: 84.
[2] راجع (موحدون لا قبوريون ج 2)، لجنة البحوث و الدراسات بالطريقة العزمية ص 28 - 24، طبعة دارالكتاب الصوفي 2006 م.